يتيـــم . . !

موضوع: يتيـــم . . ! السبت مايو 22, 2010 6:16 pm

أرفع الصوت لتعيش واقع القصــــة من فضلك يتيـــم . . ! Thumb140x140_389490712_b6a3a54ea9_o

من واقــــع الحياة......

قصـــة أحداثياتها في مدينة العين...

ذات يوم كان الجو ممطرا والبرد قارص ومن شدة المطر أظلمت السماء فأصبحت داكنة اللون..

كنت وقتها ذاهباًَ للعمل الساعة الخامسة عصرا ولكني أحسست بالجوع الشديد فرغبت بأن أتناول وجبتي من مطعمي المفضل وهو الكنتاكي

وفي طريقي لشارع خليفة وقبل دوار مستشفى توام لمحت طفلاًَ لم يتجاوز الحادية عشر من عمره تحت شجرة تحميه من شدة المطر..

وقفت فنا ديته فركب السيارة وبيده كيس يحمل فيه قطع من اللحم قد أعطي له من قبل زوجة صاحب المنزل الذي يسكن به.

كان مزراقاًَ من شدة البرد مبتلا من غزارة المطر و باختصار دعوته ليتناول وجبة الكنتاكي معي فقبل ولكنه كان خائفا مني..

ونحن في المطعم قلت له ما لذي جاء بك في هذا الوقت وفي هذا المكان الآن؟ أحكي لي قصتك واعتبرني أخيك الكبير ويا ليته لم يحكي لي تلك المأساة..

فقد قال: أنا فلسطيني نعيش في بيت لا يعيش فيه إلا الفقراء ولي أختان أحداهما تكبرني بتسع سنوات والأخرى تصغرني بخمس سنوات..

وفي يوم من الأيام ذهب أبي إلى فلسطين وبقينا نحن في محافظة البريمي ننتظر عودته بفارغ الصبر
إلا أنه لم يعد.
فقد كان يؤدي صلاة العصر في جماعه في مسجد في فلسطين و إذا بجنود إسرائيليين يدخلون المسجد ويطلقون النار عليهم جميعا مات أبي وتركنا هنا دون مصدر دخل نصرف منه أو مال

نستطيع به شراء التذاكر للسفر أو العودة لوطننا الأصلي. أو حتى مال ندفعه لإيجار المنزل الذي نسكنه في محافظة البريمي .لحظات عصيبة تمر بنا يوما بعد يوم بعدها أصيبت أمي بأزمة قلبية جعلتها طريحة الفراش ...

خرجت للتسول في المساجد علني أحصل على مال أسد به جوعي وجوع أمي وإختاي .
إلا أن المصيبة الكبرى أن صاحب المنزل لم يرحم حالنا فقد كان يهددنا بالطرد إن لم ندفع له إيجار المنزل.

فذهبت إلى منزله اشكوى له حالنا لعله يرحمنا ويصبر علينا قليلا ويتيح لنا فرصه لجمع المال المطلوب لسداد ايجار ذلك المنزل و قد كان يسكن في منطقة اليحر الجنوبية ولسوء حظي لم أجده ...

وفي طريق عودتي وجدت شابا فدعوني لتناول وجبه عشاء معه مثل ما دعوتني أنت وبعد أن أقصصت عليه قصتي وانتهينا من تناول الوجبة. قال لي بأنه سوف يساعدني إلا انه مضطر للذهاب للبنك لكي يسحب نقود لي لأنه حاليا لا يملك المبلغ المطلوب منا وقتها كانت الساعة السادسة مساءاًَ ولكني فوجئت به يغير مساره نحو البر فتوسلت له

بأن يعيدني إلى حيث كنت ولكنه لم يصغي لي..وتوقف عند شجرة وسحبني من السيارة بقوة وفجاءة تحول إلى ذئب بشري جردني من ملابسي ولم أستطع أن أفعل شيء لكبر سنه وقوة جسمه دعوت الله أن ينقذني منه...

و استجاب الله إلى دعائي فإذا بدورية شرطه تتجه نحونا فألقت القبض علينا حينها حمدت الله وشكرته ...

ثم استدعت الشرطة والدتي فتم تسليمي لها لصغر سني واطلق سراحي ...

هنا طلبت منه أن يقف عن سرد قصته لأنني لم اعد احتمل سماع أكثر مما قال...

لا حول ولا قوة إلا بالله
وحسبنا الله ونعم الوكيل عليهــــــــــــــــــــــــــم
هل يعقل بأن القلوب المريضة تصل لهذا الحد؟

.